صفة حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -
[frame="11 98"]
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إن قدر حوضي كما بين أيلة الى صنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء }( رواه البخاري) .
[/frame]
معاني المفردات :
الحـوض : مجــتمع الـــماء .
أيلة : قــرية متوســـطة بين المـدينة ومـصر والـشام .
الأباريق : جـــمع إبريق نـــوع مــن الآنيــة ، قـــيل : الكــوز .
المعنى الإجمالي :
يبشر النبي صلى الله عليه وسلم أمته في هذا الحديث بفضيلة من فضائله التي يمن بها الله عليه يوم القيامة ، وهي حوضه الذي لا يختص به لنفسه بل يشرك فيه أمته ، فيشرب منه كل مؤمن ومؤمنة ، ويمنع عنه كل كافر وفاجر ومبتدع .
ويصف النبي صلى الله عليه وسلم حوضه بعظمة الاتساع ، ويقدره كما بين أيلة وصنعاء المدينة اليمنية الشهيرة ، وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء ، إما مطابقة أو دلالة على الكثرة البالغة ، وهذه الأعداد تدل على كثرة من يشرب من هذا الحوض النبوي المبارك ، الذي من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً .
الفوائد العقدية :
1- إثبات فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم بتخصيصه بهذا الحوض العظيم .
2- أن لكل نبي حوضاً إلا أن حوض النبي أعظمها وأكثرها وارداً فعن عن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن لكل نبي حوضاً، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم } ( رواه الترمذي ) .
3- إثبات صفة الحوض ، وأنه مـتسع الأنحــاء ، كثير الآنية ، عظيم النفع فمن شرب منه شربة لا يظمأ بـــعدها أبداً .
4- أن هذا الحوض مختص بأتباع النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهم ممن كفر به أو غير سنته واتبع هواه ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { ليَرِدَنَّ عليَّ ناس من أصحابي حتى إذا عرفتهم اختلجوا – اقتطعوا - دوني، فأقول أصحابي فيقول لا تدري ما أحدثوا بعدك } ( رواه مسلم) . ومعنى "أصحابي" أي: من رآني وآمن بي، ولكنه ارتد على عقبه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كبعض مانعي الزكاة الذين قاتلهم أبو بكر رضي الله عنه .
5- أن مكان الحوض في ساحات القيامة قبل الصراط ؛ لأنه يمنع منه أقوام قد ارتدوا على أعقابهم ، ومثل هؤلاء لا يجاوزون الصراط .
6- أن الحوض غير الكوثر، فالحوض في ساحات القيامة ، والكوثر من أنهار الجنة ، إلا أنه يصب في الحوض ميزابان من أنهار الجنة ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم .
7- أنه جاء في وصف حوض النبي صلى الله عليه وسلم أن ماءه أشدُّ بياضاً من اللبن ، وطعمه أحلى من العسل ، كما ثبت بذلك الحديث في صحيح مسلم وغيره .
اللهم أوردنا حوضه ، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً يا رب العالمين